الأربعاء

حذفت حسابي القديم بتويتر بالخطأ !

 السلام عليكم 

مجتمع تويتر .. حذفت حسابي القديم في تويتر مؤقتا لإنجاز تسليم رسالة الدكتوراه والتفرغ وحاولت استعادته ولكن لم أستطع لتجاوز الحذف مدة الشهر ..

فهل هناك طريقة لاستخراج المفضلة ففيها فوائد إدارية وتربوية وعقدية؟

الأحد

سؤال مهم وإجابة رائعة من شيخ الإسلام


السؤال
سُئِل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :
ما دواء من تَحَكَّمَ فيه الداء، وما الاحتيال فيمن تسلط عليه الخَبال، وما العمل فيمن غلب عليه الكسل، وما الطريق إلى التوفيق، وما الحيلة فيمن سطت عليه الحَيْرة، إنْ قَصَدَ التوجه إلى الله مَنَعَهُ هواه، وإنْ أراد يشتغل لم يطاوعه الفشل ؟.
الجواب
فأجاب -رحمه الله- :
دواؤه الالتجاء إلى الله تعالى، ودوام التضرع إلى الله سبحانه، والدعاء؛ بأن يتعلم الأدعية المأثورة، ويتوخى الدعاء في مظان الإجابة، مثل آخر الليل، وأوقات الأذان والإقامة، وفي سجوده، وفي أدبار الصلوات.
ويضم إلى ذلك الاستغفار؛ فإنه من استغفر الله ثم تاب إليه مَتَّعَهُ متاعاً حسناً إلى أجل مسمى.
وليتخذ وِرْداً من الأذكــار طرفي النهار ووقت النوم .
وليصبر على ما يَعْرِضُ له من الموانع والصوارف؛ فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه، ويكتب الإيمان في قلبه.
وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بـبـاطـنـه وظاهره؛ فإنها عمود الدين.
وليكن هِجِّيْراه (عادته) : 
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فإنه بها تحمل الأثقال وتكابد الأهوال وينال رفيع الأحوال.
ولا يسأم من الدعاء والطلب؛ فإن العبد يستجاب له ما لم يعجل فيقول: قد دعوتُ فلم يستجب لي.
وليعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا؛ ولم ينل أحد شيئاً من جسيم الخير -نبي فمن دونه- إلا بالصبر.
والحمد لله رب العالمين.
[ جامع الرسائل ٤٤٦/٧ ]

واقع بعض طلاب الدراسات العليا وبعض الصعوبات



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
        فإني أشكر الله سبحانه و تعالى على نعمه ومننه وفضله وإحسانه. ثم أشكر الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب على الجهود التي يبذلونها لخدمة العلم وطلابه .
      ومن الأمور التي تشكل على الطلاب ما يتعلق بتسجيل الرسائل العلمية واختيار المناسب منها ومما يلاحظ على بعض الطلاب والطالبات عدم الاستعداد والتأهيل الكافي للمرحلة العلمية التي هم بصددها ، وكذلك حاجة كثير من الطلاب والطالبات إلى البناء العلمي الكافي والتأهيل الجيد والاستعداد الصحيح ؛ فلا بد من مراجعة هذا الموضوع ومدارسته بين المختصين ، وكثيرا ما يستفسر الطلاب عن موضوعات بحثية لتسجيلها ، ثم تقترح عليهم بعض الموضوعات وفيها عمق وغموض وصعوبة عليهم ، وبعض المدرسين قد يزهدهم في الموضوعات الأساسية في التخصص من قضايا التوحيد والإيمان وما يندرج تحتها ودلائل التوحيد وبراهينه ودلائل النبوة الشرعية والعقلية والحجج العقلية الدالة على البعث بعد الموت والحساب والجزاء مما بينه الله تعالى في كتابه ، ومسائل الصحابة والإمامة والولاية وغيرها من الموضوعات الأساسية في التخصص فيزهدونهم في دراستها بحجة أنها قد بحثت مع أنه يمكن تجديد البحث فيها وتنويعه وربطه بقضايا علمية أو زمنية أو شخصيات متميزة فيظهر من خلالها فوائد واسنباطات، بالإضافة إلى بناء الطالب وتكوينه التكوين السليم ، ليتمكن من العطاء والنفع لطلابه ولعموم الناس.
      وعلى سبيل المثال هناك من الموضوعات التي تقترح على بعضهم لأجل نقد أطروحات فلسفية أو كلامية أو شخصيات أجنبية وقد سمعت من بعض الطالبات وأغلبهن في مرحلة الماجستير !! هذه العناوين:
١/الموت بين الوجودية والإسلام
٢/دليل الإمكان العقلي
٣/ كتابات الفيلسوف أوشو الهندي
٤/نظريه التطور الموجه (فكرة يطرحها بعض المنتسبين للإسلام لتطوير نظرية دارون )
      ومع سؤالي لبعضهن وجدتهن لم يقرأن عقيدة أهل السنة والجماعة على وجه الفهم التفصيلي ولم يدرسنها بشكل كاف!
     فالطالبة التي لم تقرأ أصول الإيمان القراءة الصحيحة ولم تعرف أدلته وبراهينه وما يتفرع منه من مسائل ولم تدرس العلم على طريقة أهل العلم ولم تتلق عن أهل الرسوخ فيه يصعب عليها البحث في تلك المسائل ودراستها، وقديما قيل: من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده ، وقيل أيضا: من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون فلا بد من أصالة الطلب في دراسة العقيدة الصحيحة، مع الحفظ والضبط والفهم ، ومن لم يتقن الأصول، حرم الوصول.
      قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتاب حلية طالب العلم (وقد كان الطلب في قطرنا بعد مرحلة الكتاتيب والأخذ بحفظ القرآن الكريم يمر بمراحل ثلاث لدى المشايخ في دروس المساجد: للمبتدئين، ثم المتوسطين، ثم المتمكنين: ففي التوحيد: ”ثلاثة الأصول وأدلتها"، و ”القواعد الأربع"، ثم ”كشف الشبهات"، ثم ”كتاب التوحيد"؛ أربعتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، هذا في توحيد العبادة. وفي توحيد الأسماء والصفات: ”العقيدة الواسطيه"، ثم ”الحموية"، و ”التدمرية"؛ ثلاثتها لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى، فـ "الطحاوية” مع ”شرحها".) ثم سرد بقية الكتب في مختلف فنون العلم .
      إن مناقشة الملاحدة وكفرة الفلاسفة وإبطال أصول الملحدين أمر مهم ويحتاج إليه المسلمون لكشف شبهات الكفار ودحض أباطيلهم وتحذير المسلمين من الاغترار بها ؛ ولكنه يحتاج فيه الطالب أولا إلى تثبيت الإيمان في قلبه وضبط دلائل التوحيد الشرعية والعقلية والتعرف على طرائق أهل العلم المتقدمين في نقض أصول المبطلين وإلا يكن هكذا فقد تهجم عليه الوساوس وتكثر عليه الشبهات ولا يتمكن من دفعها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وكيف يعالج المرضى من لا يعرف أصول الطب والعلاج ، وكيف يقاتل الجندي الأعداء بدون سلاح أو بسلاح ضعيف!
     قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وقد ينهون – أي: السلف - عن المجادلة والمناظرة إذا كان المناظر ضعيف العلم بالحجة وجواب الشبهة؛ فيخاف عليه أن يفسده ذلك المضل، كما ينهى الضعيف في المقاتلة أن يقاتل علجاً قوياً من علوج الكفار؛ فإن ذلك يضره ويضر المسلمين بلا منفعة ... والمقصود أنهم نهوا عن المناظرة من لا يقوم بواجبها، أو من لا يكون في مناظرته مصلحة راجحة، أو فيها مفسدة راجحة، فهذه أمور عارضة تختلف باختلاف الأحوال ، وأما جنس المناظرة بالحق فقد تكون واجبة تارة ومستحبة تارة أخرى، وفي الجملة جنس المناظرة والمجادلة فيها: محمود ومذموم، ومفسدة ومصلحة، وحق وباطل ، ومنشأ الباطل من نقص العلم، أو سوء القصد) درء التعارض 7/173 .
       وقال ابن عبدالبر رحمه الله: (قال بعض العلماء: كل مجادل عالم وليس كل عالم مجادلاً, يعني: أنه ليس كل عالم يتأتى له الحجة ويحضره الجواب، ويسرع إليه الفهم بمقطع الحجة, ومن كانت هذه خصاله فهو أرفع العلماء وأنفعهم مجالسة ومذاكرة, والله يؤتي فضله من يشاء، والله ذو الفضل  العظيم) جامع بيان العلم وفضله 2/107 .
     وقال الشيخ بكر أبو زيد (ولهذا ينزل كل عالم منزلته ، وحسب تأهله ، وما يفتح الله به عليه، فمن العلماء من يكون تأهله للرد على الملاحدة ومن في حكمهم ، ومنهم من يكون للرد على أهل الملل والأديان الباطلة ، ومنهم المتأهل للرد على أصحاب الصَّغَار من المبتدعة المنتسبين إلى الإسلام ، ومنهم المتمكن لتولي الرد على أرباب الشذوذات الفقهية ، ومنهم من يجمع الله له كسر هذه الصنوف ، ومحاجتهم بالحق ، كما هيأَ الله سبحانه ذلك في أفذاذ من العلماء ، وكان من أجلهم : أبو العباس تقي الدين شيخ الإسلام ابن تيمية  رحمه الله تعالى ، فقد كان على كل مخالف مذموم ، كالسيف المصلت ، والريح القاصف) الرد على المخالف.
      وأيضا فإن بعض هذه الموضوعات كما أنها تشغل حيزا كبيرا من وقت الطالب وعمره ونشاطه العلمي فإنها في كثير من الأحيان قليلة الجدوى والفائدة ، هذا إذا تمكن الطالب من الكتابة الجيدة فيها فإن كثيرا من الطلاب يتعثر أو يقدم ما لا فائدة فيه.
    ولهذا أرى الحاجة الملحة لعقد ندوة أو ورشة عمل في مقر الجمعية أوخارجها يتناول المتحدثون فيها كيفية تسجيل الرسائل العلمية، وكتابة المخططات البحثية، وبيان مستوى الموضوعات، والتمييز بينها، والأولويات العلمية المنهجية، وقدرة الطالب على تناول الموضوع ومناسبته له، وبيان تفاوت الطلاب قوة وضعفا ومعرفة الطالب لمستواه وقدراته وميوله العلمية، والمقاييس العلمية الصحيحة لهذا المستوى؛ فبعض الموضوعات تحتاج إلى تاهيل علمي قوي في التخصص العام والتخصص الدقيق حتى يتيسر للطالب النقد العلمي المناسب، كما أقترح أن تتضمن الندوة ذكر سبل إنجاح مسيرة الأقسام العلمية المتشابهة في جامعات المملكة في هذا الباب، وكيفية الإجابة على تساؤلات الباحثين والباحثات ، وإرشادهم وإعانتهم، والتذكير للمرشدين والمشرفين وأعضاء المجالس العلمية بعظم المسؤولية وأهمية العناية بالطلاب والطالبات وإرشادهم لما ينفعهم ويناسبهم وصرف نظرهم عما لا يناسبهم، والله الموفق والهادي إلى صراط مستقيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه : فهد بن سليمان بن إبراهيم الفهيد
الأستاذ في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض
 يوم الخميس ١٢-٧-١٤٣٩

السبت

فكرة المدونة

مهند بن عبدالعزيز بابصيل

تهدف المدونة إلى تعزيز الفكر الوسطي ونقل المفيد..

وقريبًا نشر الأبحاث الخاصة والمقالات العقدية لاسيما في جانب الأديان

مقالات أهل العلم في حكم إحياء الآثار

للاطلاع في الرابط أدناه

http://aqeeda.org/public/article/viewarticle/396

الأربعاء

أشتغل على خطة بحث في الرد على التكفيريين

براءة علماء الأمة من انتحال التكفيريين لهم.اللهم أعن ويسر 

الثلاثاء

رؤيتنا والوسطية



نحيا وفق مبادئنا الإسلامية

يمثل الإسلام ومبادئه منهج حياة لنا، وهو مرجعنا في كل أنظمتنا وأعمالنا وقراراتنا وتوجهاتنا. لقد أعزنا الله بالإسلام وبخدمة دينه، وتأسياً بهدي الإسلام في العمل والحث على إتقانه، وعملا بقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم:" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، ستكون نقطة انطلاقتنا نحو تحقيق هذه الرؤية هي العمل بتلك المبادئ، وسيكون منهج الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافيّة مرتكزاتنا الأساسية لتحقيق التنمية في شتّى المجالات.
إشارات منهجية في التعامل مع ولي الأمر
أ.د. هشام بن عبدالملك بن عبدالله آل الشيخ





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد:

فإن السلف الصالح يُولُون أمر الولاية العامَّة اهتماماً خاصاً إذ يترتَّب على الجهل به أو إغفاله، الفساد في الدِّين والدنيا، فكانوا يُبيِّنون السُّنة في التعامل مع الولاة، ويُحذِّرون من تصرُّفات أهل الأهواء والبدع، فوجود الحاكِم العام صمامُ أمان للمجتمع، به يتوفَّر الأمن العام، ويندحر السُّرَّاق وقُطَّاع الطرق وأهل الفتن وتقام الحدود ويحكم بشرع الله، ويكون رأساً لوحدة الأمة، وسبباً في حفظ الهيبة، وتأمن به السبل، وينتظم به الأمر والأمن العام، إلى غير ذلك من المصالح.

فيجب على الأمة المسلمة أن تطيع الحاكِمَ العام ونوَّابه بالمعروف، وأن تُعظم شأنه مِن غير غلو ولا جفاء؛ تعظيماً لمنصبه، وحفظاً لهيبة الولاية، وقطعاً لأطماعِ أهل الشر والفِتنة فيه؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُم) (النساء: 59)، وقوله: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (النحل: 91)، وقولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (أَدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنك، ولا تخُنْ مَن خانك)، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (اسْمَعوا وأطيعوا - أي: للحكَّام - فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم)، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: (على المرءِ المسلم السمعُ والطاعة فيما أحبَّ وكرِه ما لم يُؤمرْ بمعصية الله)، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (وإنْ ضرَب ظهرك - يعني: السلطان أو الحاكم - وأخَذَ مالك، فاسمع وأطِع)، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يبايع أصحابَه على السمع والطاعة - أي: في غير معصية الله - في العُسر واليسر، والمنشط والمكْرَه، وعلى الأَثَرة، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (أعطوهم الذي لهم، واسألوا اللهَ الذي لكم، فإن الله سائلهم).

لكل دين ثوابت، وثوابتنا أهل الإسلام هي الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، لا نحيد عنها قيد أنملة، ودولتنا هذه المملكة العربية السعودية رعاها الله وحفظها من كل سوء ومكروه تحكم بشرع الله تعالى على منهج السلف في المعتقد والتعامل، وثوابتها التي تسير عليها وتعلنها في كل محفل وتنصُّ عليها في أنظمتها وتشريعاتها هو السير على منهج الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة.

وولي الأمر خادم الحرمين الشريفين أعزه الله ونصره له المكانة العليا، فمنصبه منصبٌ ديني شرعي، فيجب أن تُؤدَّى حقوقه في جميعِ الأحوال على قدْر الطاقة؛ دِيانةً لله تعالى، وامتثالاً لأمر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتأسِّياً بالسلف الصالح في معاملتهم لولاة الأمور؛ وكذلك ولي عهده وولي ولي عهده، حفظ الله الجميع من كل سوء ومكروه.

كما ينبغي التنبيه على وجوب تعظيم منصب الولاية والوالي، وجمْع الناس عليه؛ قال القرطبي رحمه الله (5/260): قال سهل بن عبد الله التُّستَريُّ - رحمه الله تعالى -: (لا يزال الناس بخيرٍ ما عظَّموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين أصْلَح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسدوا دُنياهم وأُخراهم).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -: (فاللهَ اللهَ في فَهْم منهج السلف الصالح في التعامُل مع السلطان، وألاَّ يتخذ من أخطاء السلطان سبيلٌ لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب مِن ولاة الأمور، فهذا عين المفسدة، وأحد الأسس التي تحصل بها الفِتنة بين الناس) أ.ه، من "رسالة حقوق الراعي والرعية".

وأهل العلم والفضل عليهم واجب عظيم في حث الناس على التمسك بالولاية المسلمة لما فيها من المصالح العظيمة ودرء المفاسد الكبيرة، وأن يكونوا قدوة صالحة في ذلك، قال شيخُ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله -: (وأما أهل العِلم والدِّين والفضل، فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصيةِ ولاة الأمور وغشِّهم، والخروج عليهم بوجهٍ من الوجوه، كما قد عُرِف من عادات أهل السنة والجماعة والدين قديماً وحديثاً ومِن سيرة غيرهم).

وقال الجد الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - في التحذير مِن السعي في إسقاطِ الحاكم مِن أجل فساده، وبيان أن ذلك خلاف منهاج السلف الصالح: (ولم يدرِ هؤلاء المفتونون أنَّ أكثر ولاة أهل الإسلام منذُ عهد يزيد بن معاوية - حاشا عمر بن عبدالعزيز ومَن شاء الله من بني أمية - قد وقَع منهم مِن الجرأة والحوادث العِظام، والخروج والفساد في ولاية الإسلام - يعني: الشيء العظيم والكثير - فسيرة الأئمَّة الأعلام، والسادة العظام معهم معروفة مشهورة؛ لا يَنزعون يداً من طاعة فيما أمَر الله به ورسولُه مِن شرائع الإسلام وواجبات الدِّين، ثم ضرب مثلاً بالحجَّاج مع ظلمه وقتْله ساداتِ الأمة، ومع ذلك كان مَن أدركه من الصحابة كابن عمر وغيره ومِن التابعين كابن المسيَّب وابن سيرين، والحسن البصري وإبراهيم التيمي، لا يُنازعونه ولا يمتنعون مِن طاعته).أ.ه.

وذَكَر الخلال - رحمه الله تعالى - حادثةً وقعَتْ زمن الإمام أحمد - رحمه الله - قال: (اجتمع فُقهاءُ بغداد - في عهد الخليفة العباسي الواثِق - إلى الإمام أحمد بن حنبل، وقالوا له: إنَّ الأمر قد تفاقم وفشَا - يعنون إظهارَ القول بخَلْق القرآن وغير ذلك - ولا نرضى بإمارتِه ولا سلطانه، فناظَرَهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبِكم ولا تخلعوا يداً من طاعةٍ، ولا تشقُّوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءَكم ودماءَ المسلمين معكم، وانظروا في عاقبةِ أمركم، واصبروا حتى يستريح بَرٌّ ويُستراح من فاجر، وقال: ليس هذا - يعني: نزْع أيديهم من طاعته والخروج عليه والسعي في خلْعه - صواباً، هذا خلاف الآثار - يعني: نصوص الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة)، فالعلماء الربانيون يجمعون الناس تحت راية الإمام، ولا يثيرون الفتن ضده.

يستخدم البعض من الناس هداهم الله وسائل الإعلام المختلفة ومن ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه الحاكم وبيان بعض الأخطاء أو الحديث عن بعض الأمور التي تتعلق بشأن الولاية العامة، مستغلين تلك الوسائل في إيصال صوتهم لعموم الناس، ولا شك أن في ذلك زرع للفتنة وتأليباً على الحاكم المسلم.

ثم إن إصلاحُ شأن الولاية يكون بالتوبة والدُّعاء والصبر، والنصيحة للحكَّام بالخفاء، والدُّعاء لهم بالصلاح والهداية، لا بإظهار مثالبهم وعيوبهم، والحديث عن ذلك لعامة الناس، فإن ذلك باب من أبواب الفتن لو فتح لفتح شر عظيم، ويتأكد ذلك لو كان القائل من أهل العلم والفضل أو ذي منصب كبير مقرب من ولي الأمر، إذ المسؤولية الكبيرة تقع على عاتقه في جمع الناس وحثهم ليكونوا يداً واحدة مع ولي الأمر، قال الحسن - رحمه الله -: (لو أنَّ الناس إذا ابتلوا مِن قبل سلطانهم صَبَروا ما لبثوا أن يَرفع الله - عزَّ وجلَّ - ذلك عنهم، وذلك أنهم يَفْزعون إلى السيف فيوكلون إليه، واللهِ ما جاؤوا بيومِ خيرٍ قط، ثم تلا قوله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا) (الأعراف: 137) الآية، وقال رحمه الله: اعلم - عافاك الله - أنَّ جَوْر الملوك نقمةٌ مِن نقم الله، ونِقم الله لا تُلاقى بالسيوف، وإنما تُتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة، والإقلاع عن الذنوب، إنَّ نِقم الله متى لُقيت بالسيف كانتْ هي أقْطَع)، هذا هو منهج أهل السنة والجماعة وهذا هو منهج السلف الصالح رضي الله عنهم.

في السُّنة لابن أبي عاصم بإسناد جيِّد عن أنس - رضي الله عنه - قال: "نهانا كبراؤنا مِن أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالوا: لا تسبُّوا أمراءَكم ولا تغشوهم ولا تُبغضوهم، واتقوا الله واصبروا فإنَّ الأمر قريب"، وفي التمهيد عنه - رضي الله عنه - قال: حدَّثنا كبراؤنا من أصحابِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ أول نفاق المرء كلامُه في السلطان، وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: "إيَّاكم ولعنَ الأمراء، فإنَّ لعنهم الحالِقة - أي: للدِّين - واصبروا"، وقال غيرُه: "إنَّ ما يدفع الله ببقائه - يعني السلطان - أعظمُ ممَّا يندفع بزواله"، وثبت عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: (مَن أهان سلطانَ الله في الأرض - أي: الحاكم العام، وليس في الحديث تقييد بذِكْر صلاحه أو فساده - أهانه الله)، وجاء عن حُذيفةَ - رضي الله عنه - موقوفاً: "ما مشى قومٌ إلى سلطان الله في الأرض ليذلُّوه إلا أذلَّهم الله قَبل أن يموتوا".

هذه النصوص السابقة عن السلف -رحمهم الله- تحث على حفظ مكانة الحكام والولاة، والسمع والطاعة لهم بالمعروف، فمنهج أهل السنة والجماعة الإمساك عن الحديث في السلطان المسلم في المجالس وتجمعات الناس، وعدم الخروج عليهم قال الله تعالى: «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم» (النساء:59).

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: (إن خليلي -صلى الله عليه وسلم- أوصاني أن أسمع وأطيع، ولو كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف) صحيح مسلم.

يقول الإمام الطحاوي -رحمهم الله- فى العقيدة الطحاوية: (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة)..

قال ابن أبي زَمَنِين شيخُ قرطبة في زمانه: "ومِن قول أهل السنة: إنَّ السلطان ظلُّ الله في الأرض، وأنَّ مَن لم يرَ على نفسه سلطاناً براً أو فاجراً كان على خِلاف السنة".

فإذا كان السلطانُ - الحاكم العام - ظلَّ الله في الأرض، فإهانتُه والتطاول عليه، والتحدث بما فيه مما يجهله الناس وينقص من قدره عندهم، ومنازعتُه اختصاصَه، والتحريض عليه، إثمٌ عظيم، وأمرٌ خطير، تكون عقوبته المعجَّلة في الدنيا وما عند الله مِن العقوبة لمن لم يتبْ أعظم وأكبر.

لا شك أن على العلماء دوراً كبيراً في تحقيق أمن المجتمع واستقراره وبث روح الطمأنينة في نفوس الناس، وهذا هو منهج السلف الصالح؛ أهل السنة والجماعة، فيكونون عوناً لولي الأمر في القيام بواجباته، ويبصرون الناس المنهج القويم، ويدلونهم الصراط المستقيم، صراط الكتاب والسنة.

والعلماء الكبار في بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية، كان ولا يزال لهم الدور البارز في التصدي لمثيري الفتن بإصدار البيانات والفتاوى التي تفضح مخططاتهم، وتبين عوار فكرهم، إضافة إلى الخطب والمحاضرات والبرامج الإعلامية المختلفة التي يبثونها للتأكيد على الناس مكانة وفضل ولاة الأمور علينا وما يجب في حقهم تحقيقاً للأمن في المجتمع.

والمؤمل أن تتضافر جهود طلبة العلم والعلماء في تحقيق هذا الأمر، والسعي في الوصول إلى منهج الاعتدال والوسطية في التعامل، وأن تكون نصيحة العلماء مبنية على نهج السلف الصالح.

أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

.http://www.alriyadh.com/987598

عدم شرعية الإنكار العلني



رابط الفتوىبسم الله الرحمن الرحيم
معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من معاليكم توجيه كلمة حول الطريقة الشرعية في مناصحة ولي الأمر وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن مع بيان المنهج الشرعي في كيفية المناصحة وبيان ذلك بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، وهل هناك مفاسد مترتبة في المناصحة العلنية لولي الأمر. وفقكم الله وبارك في علمكم ونفع به الإسلام والمسلمين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
نصيحة ولي أمر المسلمين واجبة لقوله صلى لله عليه وسلم: الدين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، ولكنها تكون سرًا بين الناصح وولي الأمر، بدليل حديث: من كان عنده نصيحة لولي الأمر فليأخذ بيده ولينصحه سرا، فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه ، أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، وكان أسامة بن زيد ينصح عثمان بن عفان أمير المؤمنين رضي الله عنه سرًا ولا يظهر ذلك للناس هذا هو السنة في نصيحة ولي الأمر، أما الإنكار عليه بالمظاهرات أو في الصحف أو في الأشرطة أو في وسائل الإعلام أو في الكتب والمنشورات فكل ذلك خلاف السنة وهو يفضي إلى مفاسد وفتن وشرور وتحريض على الخروج على ولي الأمر ويفرق بين الراعي والرعية ويحدث البغضاء بين ولي الأمر والرعية وليس ذلك من هدي الإسلام الذي يحث على جمع الكلمة وطاعة ولي الأمر فهو أمر منكر وليس من النصيحة في شيء وإنما هو من الفضيحة حتى في حق أفراد الناس فكيف بولي الأمر وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه

كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
6 / 11 / 1432 هـ